كيفية التعامل مع الأشخاص صعبي المراس

6 خطوات يجب أن يتبعها المديرون للتعامل مع الأشخاص صعبي المراس

يواجه المديرون في العديد من البيئات العمل تحديات تتعلق بالتعامل مع الأشخاص صعبي المراس. هؤلاء الأفراد يمكن أن يكونوا مصدرًا للإحباط والتوتر في مكان العمل، مما يضع عبئًا إضافيًا على المديرين الذين يحتاجون إلى الحفاظ على بيئة عمل متوازنة وفعالة. ولكن، بدلاً من التفكير في هؤلاء الأشخاص على أنهم “مشاكل”، يمكن للمديرين تطوير استراتيجيات تساعدهم في التعامل معهم بطرق إيجابية وفعّالة. هذا المقال يقدّم ست خطوات يجب على المديرين اتباعها للتعامل مع الأشخاص صعبي المراس.

1. فهم الأسباب الكامنة وراء السلوك الصعب

قبل أن يتمكن المدير من التعامل بفعالية مع الشخص الصعب، يجب أن يفهم الأسباب التي تقف وراء سلوكه. إن الأشخاص صعبي المراس ليسوا دائمًا هكذا بسبب نزوة أو مزاج سيء، بل يمكن أن يكون سلوكهم ناتجًا عن عوامل متعددة مثل ضغوط العمل، مشكلات شخصية، أو حتى نقص في المهارات الاجتماعية. عندما يفهم المدير الأسباب المحتملة، سيكون من الأسهل له اتخاذ نهج متعاطف ومناسب للتعامل مع الوضع.

من الأمثلة على الأسباب المحتملة:

• الضغط النفسي: قد يكون الشخص يعاني من ضغوط تتعلق بالعمل أو الحياة الشخصية، مما ينعكس على سلوكه في التعامل مع الآخرين.

• نقص المهارات العاطفية: قد يفتقر الشخص إلى مهارات الاتصال الفعّال، مما يجعله يبدو صعبًا في التعامل.

• عدم وضوح التوقعات: في بعض الأحيان، قد يكون الشخص صعب المراس لأنه لا يفهم تمامًا ما هو متوقع منه أو كيف يجب عليه الأداء.

2. الاستماع الفعّال وتقديم الدعم

الاستماع الفعّال يعد من أهم الأدوات التي يمكن أن يستخدمها المدير عند التعامل مع الأشخاص صعبي المراس. عندما يشعر الشخص بأن هناك شخصًا يستمع له بجدية، فقد يبدأ في فتح قلبه وتوضيح مواقفه بشكل أكثر تعقلاً. على المدير أن يظهر اهتمامًا حقيقيًا بمشاكل الشخص ومعاناته، دون أن يتسرع في الحكم أو فرض الحلول.

الاستماع الفعّال لا يعني فقط الإنصات إلى الكلمات، بل يشمل أيضًا فهم المشاعر الكامنة وراء هذه الكلمات. يمكن للمدير استخدام تقنيات مثل إعادة صياغة ما قيل أو التأكيد على الفهم لخلق شعور بالثقة والاحترام. في كثير من الأحيان، يساهم هذا النوع من الاستماع في تهدئة الشخص وجعله يشعر بالأمان، مما يمكنه من التفاعل بشكل أكثر إيجابية.

3. الحفاظ على هدوء الأعصاب وتجنب ردود الفعل العاطفية

التعامل مع الأشخاص صعبي المراس قد يكون محبطًا في بعض الأحيان، ولكن من الضروري أن يظل المدير هادئًا في كل الأوقات. أي رد فعل عاطفي مبالغ فيه من المدير يمكن أن يؤدي إلى تصعيد الموقف وتفاقم المشكلة.

على المدير أن يتحلى بالصبر والاحترافية في جميع التفاعلات مع الشخص الصعب. إذا بدأ الشخص الآخر في التصعيد أو إظهار سلوك غير لائق، يجب على المدير أن يظل هادئًا ويواصل التعامل مع الموقف بعقلانية. قد يكون من المفيد أيضًا أن يبتعد المدير عن المواقف المثيرة للغضب لفترة قصيرة ليتمكن من تجديد هدوئه قبل العودة للتعامل مع الشخص المعني.

4. تحديد التوقعات بوضوح والاتصال بها بشكل مستمر

توضيح التوقعات والأهداف هو عنصر أساسي في التعامل مع الأشخاص صعبي المراس. عندما تكون التوقعات غير واضحة أو متناقضة، فإن ذلك يزيد من ارتباك الشخص الصعب ويجعله يواجه صعوبة في تلبية تلك التوقعات.

من خلال تحديد التوقعات بشكل دقيق وواضح، يمكن للمدير أن يقلل من فرص حدوث الارتباك أو التوتر. يجب أن يتأكد من أن الشخص المعني يفهم تمامًا ما هو مطلوب منه، وأنه يعلم عواقب عدم الامتثال لتلك التوقعات. الاتصال المستمر مع الموظف من خلال الملاحظات المنتظمة أو الاجتماعات يمكن أن يساعد في الحفاظ على هذه التوقعات متجددة ومؤكدة.

5. استخدام تقنيات حل النزاعات بشكل فعّال

في بعض الحالات، قد يؤدي التعامل مع الأشخاص صعبي المراس إلى نشوء نزاعات. في هذه الحالة، من المهم أن يكون المدير متمكنًا من تقنيات حل النزاع. يهدف حل النزاعات إلى تقليص التوترات وتحقيق تسوية ترضي جميع الأطراف.

بعض تقنيات حل النزاع تشمل:

• التفاوض: التواصل مع الشخص المعني للوصول إلى حل وسط يرضي الجميع.

• الوساطة: إذا كان النزاع كبيرًا أو معقدًا، يمكن للمدير استخدام شخص آخر كوسيط لتسهيل التوصل إلى حل.

• التوجيه والإرشاد: يمكن للمدير أن يقدم إرشادات عملية حول كيفية التعامل مع المواقف الصعبة بطريقة أكثر مرونة وفعالية.

6. تعزيز مهارات التواصل والإيجابية داخل الفريق

للحفاظ على بيئة عمل فعّالة وصحية، يجب على المدير أن يعزز مهارات التواصل والإيجابية بين جميع أعضاء الفريق، بما في ذلك الأشخاص صعبي المراس. أحد الطرق الفعّالة هو التركيز على تعزيز ثقافة الاحترام المتبادل والمرونة.

يمكن للمدير أيضًا تنظيم ورش عمل أو تدريبات على تطوير مهارات التواصل، مما يساعد الموظفين على فهم أهمية التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بطريقة محترمة وفعّالة. هذا لا يساعد فقط في تقليل الصعوبات في التعامل مع الأشخاص صعبي المراس، بل يعزز أيضًا التعاون داخل الفريق ويساهم في خلق بيئة عمل أكثر إيجابية.

الخاتمة

التعامل مع الأشخاص صعبي المراس قد يكون تحديًا كبيرًا للمديرين، ولكن من خلال اتباع الخطوات الستة المذكورة، يمكن للمدير أن يتحول إلى قائد أكثر فاعلية وقدرة على تحويل المواقف الصعبة إلى فرص للنمو والتطوير. الأمر يتطلب صبرًا، تعاطفًا، واتباع نهج استراتيجي مبني على الفهم والاحترام المتبادل. مع مرور الوقت، يمكن للمدير أن يساهم في تحسين سلوك الأفراد الصعبين وزيادة إنتاجيتهم، مما ينعكس إيجابيًا على بيئة العمل ككل.